الثلاثاء، 3 يناير 2012

إيه العلاقة في إن يكون حد مختلف عنك بيتظلم.. فتقول أحسن؟

يا ترى من حقي أحلم بيوم يتعاطف فيه جموع المصريين مع واحد ملحد مثلاً لما يكون مظلوم؟ بلاش يتعاطف دي كبيرة قوي॥ طيب هل ممكن أحلم بيوم لا يتمنى فيه المصريين الشر والظلم والسحل والإهانة لإنسان مختلف معه في الدين؟ .. أو في الطبقة الاجتماعية؟.. هناك جزء في عقلي مصدي لا يستوعب لماذا لمجرد أن إنسان يختلف مع الآخر عندما يراه مظلوماً يقول أحسن॥ يستاهل!! نفس عقلية تعذيب الحيوان لأن في معتقد إنه أقل مقاماً وترتيباً في المجتمع.. ما هو حيوان يعني عادي .. كلب وراح.. المشكلة ليست في المعذبين في الأرض ممن ذاقوا أهوال الحياة ولم يعد في قلبهم تعاطف حتى لأبنائهم.. هؤلاء تفسيرهم النفسي حاضر.. لكن المشكلة في البنات الهاي لايف والرجال خريجين الهندسة والطب الذين يجدون مبرر للعنف والظلم والحبس بسبب رأي .. ولو شاهدوا مشهد في فيلم أمريكي به قتل تسير دموعهم أنهاراً!! يعني عندهم دم يعني اهه !! يوجد مشاعر في قلوبهم يعني!! وهذا ما سيصيبني بالجنون حتماً.. كيف يتناقضون بين تلك العاطفة وتلك القسوة .. ايه العلاقة أصلا بين أن هذا الشخص منكوش ولا ملحد ولا بوذي ولا أسود ولا أي نيلة وبين أنه يستاهل يتظلم يعني !!! طيب لو واحد محكوم عليه بالإعدام حتى .. قتال قتلة يعني.. لا يصح مطلقاً أن يتم تعذيبه .. إلى هؤلاء الذين لا أفهم ॥ أقسم أنني سأعاطف معكم لووقع عليكم ظلم وسأطالب بمعاملتكم بالعدل ॥ قلت لصاحبتي الكلمتين دول ॥ قالتلي مش لما يبقى المسلمين والمسيحين يتعاطفوا مع بعض الأول॥ نبقى نفكر نتعاطف مع الملحد لما يتظلم .. اتخرست والحمد لله..

2011 ظلموك فقالوا عام الأحزان

تناقلت جمل الفيسبووك أن الحمد لله غارت 2011 بكوارثها وبلاويها والكل متفائل وسعيد عشان يمكن نحسها يروح.. طيب لماذا؟ لا أعلم .. بالنسبة لي كان عاماً فوق الخيال.. أكثر من طموحي بمراحل..الثورة بالنسبة لي حالة مستمرة ومستحيل أن يتم الحكم عليها بالفشل قبل سنين.. والسنادي خلتني أحس إني وكل المصريين زي كدة اللي كان أعمى ومشلول شلل رباعي وأطرش كمان.. وفجأة.. أصبح مبصر وشايف زي الفل..وعمل عملية في أذنه فبقى بيسمع طشاش.. صحيح لسة مشلول .. شلل رباعي فظيع.. لكن على الأقل رجعله احساس إنه إنسان ممكن يتجاوب مع العالم.. صحيح لم نحقق الهدف الرئيسي في إن مصر يبقى فيها عدل.. عكس الظلم يعني.. لكن الثورات في مصر دايماً كانت بتبقى حالة بتروح وتيجي.. يعني بعد ثورة 19 الناس مانامتش لحد الجلاء.. لكن سوريا مثلا والجزائر في كفاحهم للاستعمار .. الحالة كانت عندهم كانت يوم بعد يوم زي حادثة دنشواي.. أو زي ماسبيرو ومحمد محمود.. سوريا هكذا الآن.. الجزائر مؤكد لهم يوم.. أو أيام .. أو سنين حتى .. وماذا يساوي الزمن في عمر الكون .. وماذا نساوي نحن لو لم نصنع شيئاً ونستفيد بغنائم 2011 لنصل للنهاية السعيدة لمصر.. هتفائل وهقول يا رب 2012 تبقى أكثر سخونة في الأحداث وأكثر قوة في طلب الحق .. وإن كان على الحزن على الشهداء فهو في القلب لا يتزحزح.. لكن الفرح بشباب مصر خلاه أمل ..

السبت، 17 يوليو 2010

تخيل معى شوية لو سمحت

يستفزنى جدأ أن أجد نفسى موجودة فى مكان لا أريد أن أكون فيه.. وأصبح سجينة.. محبوسة.. ومفعوصة.. ومعظم هذه الأماكن المملة يكون طبعا قاعات المحاضرات والندوات.. والتى نذهب إليها بإرادتنا الحرة للأسف.. أو الكورسات أو الجلوس فى الأماكن الحكومية ننتظر شيئاً.. أو الطوابير.. أو الزحام ونحن مثل السردين مرصرصين فى العربيات فى نهار رمضان.. أو ونحن ننتظر الطائرة التى ستتأخر ثلاث ساعات للأسف.. أو فى درس خصوصى رخم من أيام الدراسة .. ساعتها لا يمكن أن يخرجنى من حالة الاستفزاز تلك إلا أن أتخيل.. أتخيل ما يجعلنى ابتسم حالاً.. وبسرعة.. وقبل ما أطق من جنابى.. أتخيل مثلاً أننى قمت من مجلسى الوقور.. وسرت بخطوات الجيش النازى بين الحضور.. وفى البداية لن يلحظ احد شيئاً.. ولكن عندما أتقدم وأصبح قرب المنصة وأنا أسرع الخطا سيتسائلون.. ولكن عندما أصعد على المنصة وأقف بجوار المحاضر الأمريكانى الخنيق دة وأخطف منه الميكريفون وأقول بصوت كله مرح وسرور : • يالا السقفة معايا.. طار فى الهوا شاشى.. وانت ماتدراشى.. ساعتها سيضطر الناس المحترمين أن يقولوا: • يا جدع.. وأثناء هذا التخيل السعيد أنظر حولى نحو كل فرد على حدة.. أمممم.. السيدة المحترمة الشيك القمورة دى سترقص عشرة بلدى.. وهذا الشايب يسصبح عايب فى ثوانى وهو متحزم بالكرافتة وبيسقف للست.. ياحلاوة والله دى تبقى ليلة.. وما أن تتنتهى دقائق التخيل حتى أعود للملل الرهيب.. ولكن أحياناً أتقمص التخيل وأعيش فيه بكل جوارحى لدرجة أننى أخشى من نفسى أن أنفذه مرة فعلاً.. وكان هذا يحدث خاصة فى أيام الجامعة عندما كان الدكتور يقول والكل ينصت: • ها.. فاهمين.. صح؟ فأقول فى سرى وأنا أعض على لسانى حتى لا أقول بصوت عالى: • لأ مش فاهمين وخلصنا بقى يا أخى قرفتنا.. وساعات كنت أتخيل أننى رفعت يدى لأسأل فى شئ فيشير إلىَ لأقوم وأقول بكل وقار وملامح وجهى جادة جداً: • لو سمحت يا دكتور كنا عايزين نعرف امتى حضرتك هتبطل تنكد عينا عشيتنا؟ فأتخيله يرد والزبد يخرج من فمه على وجوه العيال الغلبانة اللى قاعدين قدامه: • إيه.. بتقولى إيه.. إنتى اتجننتى.. فأقول وسط الهرج والمرج الذى سيسود حتماً: • ماقصدش يا دكتور غير إن حضرتك زهقتنا بس مش أكتر.. إيه فى إيه.. حرية رأى.. ودائماً ما أتخيل أننى صفعت أى واحد محترم واقف يتكلم أمامى بكل وقار .. تراااخ على خده فجأة بدون أى مقدمات.. يا سلاااام.. يا ترى إيه هيكون رد فعله؟.. إيه..ها..إيه؟..يااه لو أقدر أعمل كل اللى نفسى فيه.. وبعدين سأقول أنا آسفة جدا ماكنش قصدى ماخدش بالى أصلى كنت بهش دبانة..كنت مثلاً أتمنى وأنا ألاقى سيدة غلبانة شايلة عيل وبتشترى بقالة.. أقوم أنا إيه أعمل نفسى قال ايه بلاعب الواد.. ياكتيكوتى.. يا بوديبودى.. وفجأة أشير نحو الواد وأقول بكل عنف: • حرااااااااامى... ماذا سيكون رد فعل الأم والناس؟ يالهوى أكيد لو حصل كدة هموت من الضحك.. من أجل هذه الأسباب يجدنى الناس أحياناً أبتسم بلا سبب.. يعنى قلة أدب.. وهم لا يعلمون أننى أمنع نفسى بالعافية عن قلة الأدب الحقيقية والشر المستطير الذى أتخيل أننى أفعله بالناس لأمنع عن نفسى الملل.. لأ دة فى حاجات بتخيلها قمة الشر لدرجة ماقدرش أقولها كلها .. بس بتخيل لو أنا واقفة مع واحدة صاحبتى جمب الشباك وقال إيه بقولها بصى كدة.. فأقوم أنا هوووب.. خاطفة منها حقيبتها وهى من هول المفاجأة مش هتاخد بالها وأنا ألقى بها وتسقط فى الأسفل خالص.. ياه مش متخيلة رد فعلها وأنا بقولها: معلش معلش هنزل اجيبهالك ولو مالقتهاش هديكى بطاقتى بدل اللى ضاعت .. حاجة تضحك فعلا.. طيب والله يتخيل حاجات أصعب من هذا.. والذى لا استطيع أن أتوقف عن تخيله هو الردود الغير متوقعة.. مثلاً أن عندما يكون لدينا ضيوف لا يأتون كثيراً وجايين متأنقين وعمالين يتفشخروا وبيقولوا: • ياة.. طولنا عليكم.. وينتظرون طبعاً أن أقول: • لأ أبداً خليكم.. قعدتكم حلوة قوى.. نورتونا.. مابدرى.. والكلام الهجص دة كله ولا يتصورون أننى أتخيلنى أقول وأنا اتثائب: • ياه فعلاً .. مش تقوموا تمشوا بقى.. فعلاً كفاية كدة قوى .. وأحياناً أتخيل أننى ذهبت للعمل بلبس البيت اللى عامل زى الهلاهيل وكأنه عادى خاص أدخل من الباب أسلم على الناس بكل برود ولا يبدو على وجهى أى تعبير يدل على وجود شئ مختلف.. أو أن أقول أنه لبس جديد عشان العيد.. كمية التخيلات لا يمكن حصرها وفى منها حقيرة زى أنى اتخيل إنى أدى ناس كبيرة بالشلاليت ولا أشوط حتة عيل سخيف عنده سنة ونص وخلافه.. وفى تخيلات طيبة مثل أن أرى طفل غلبان أتخيل أننى اعطيته 50 ألف جنيه واعيش فى تخيل رد فعله وماذا سيصنع بالنقود.. وأننى أخذت فتاة خادمة لا يتعدى عمرها العشر سنوات لتعيش معنا وأدخلها مدارس لغات وأفسحها فى الساحل الشمالى.. واتخيل وجهها وأبتسم أيضاّ.. يا ترى بقى هل هناك من يتخيل مثلى هكذا. أم أننى الوحيدة ؟ أكيد لن أعلم مطلقاً.. فلا أحد يعترف وكله عامل نفسه محترم وبيروح يحضر المؤتمرات باللبس الفورمال وآخر شياكة.. وقال يعنى مهتمين قوى بالكلام الجد ووجع الدماغ..وأنا كمان بروح بكل احترامى .. بس دة لحد دلوقتى الله أعلم امتى هتجنن وانفذ اللى فى دماغى.. ومن أجل ذلك يرجى الابتعاد عن ساندى الخطيرة فورا وممنوع الاقتراب أو التصوير..

ساحرة

تستفزنى جداً نظرة عين كريستيانو رونالدو دة.. هل حقاً هناك من يحبه فى العالم؟.. كإنسان يعنى؟.. كيف يا ناس !!.. إنه مستفز جداً وقليل الأدب.. والله هو بيستفزنى من زمان حتى قبل ما يذهب لريال مدريد أيام العز لما كان طيب كان حنين عندنا فى مانشستر يونايتد.. ولكن كان معاه عذره ساعتها.. مش كان بيلعب عندنا؟ لكن الآن آه يا نارى بكره نظرته وحرفنته دى.. لكن شوف ميسى.. يا سلام على ميسى وبراءة ميسى.. وأنا خلفت إلا ميسى.. ميسى دة تربيتى.. حتى يثبت العكس طبعاً.. لكن ما هذا.. ما الذى أراه فى عيونكم هذا.. استنكار أن أكون فتاة رقيقة جميلة هادئة واتعصب للكورة بالشكل دة.. آه جينا للإحراج من قال أننى جميلة أصلاً؟ بل وهادئة ورقيقة كمان؟ أنا.. فى اعتراض؟.. هل لا يوجد فتاة رقيقة تحب الكورة أبداً؟.. بل وتقفز وتصرخ عند الهدف وتبكى وتنوح عند الهزيمة وترتعد عند ضربات السكتة القلبية الترجيحية؟ اممم لا أبدو لكم رقيقة حالمة وأنا أتكلم بكل حقد وغل عن ريال مساخييط ولا تشيلسى ولا حتى انتر ميلان اللى معرفش طلعولى منين.. آه .. أبدو لبط وبنت بتقع على القهاوى وبتشيش كمان.. لا والله عمرى ما دخلت قهوة ولا بطيق ريحة أى دخان من أصله.. دى مجرد هواية يشدنى فيها تحركات اللاعبين ومرونة التمريرات وحلاوة الأهداف.. وطبعاً هذا الولع جعلنى مصدر سخرية صديقاتى البنات أيضاً.. فدوماً أسمع: " ياااه .. يا عينى.. أنتى لسة بتحبى الكورة زى الرجالة.." وما أسخفه من تشبيه .. فأنا لست مولعة بالكورة فحسب فى حياتى كلها يعنى.. بل بجميع الرياضات وبالسياسة وبالتاريخ وحركة الثقافة والأدب.. ولكن لا أحد يذكر أبدا إلا حبى للكورة.. لا أحد يشتمنى ويقول "روحى كدة وانتى بتحبى الفراعنة " ولا مثلاً " انتيلى يللى مابتقريش غير فى الحرب العالمية " فهل كرة القدم بالذات وصمة عار على البنات؟ طيب ما أنا أحب الجمباز جداً.. وأعشق نظرة عين اللاعبة شون جونسون الامريكية لو تعرفونها .. كلها تحدى وإصرار ورغبة فى النجاح .. والتنس أيضاً يشغل جزء كبير من حياتى.. وأعتبر روجر فيدرير مثل أعلى فى الإيجابية والروح الرياضية والفن والمهارة مع الاجتهاد .. بل ويواصل النجاح وكأنه يتنفس .. ومن يقرأ قصته مع التنس يجد العجب.. ومع ذلك لا ينادوننى إلا ب"يا بتاعت مانشستر حاجة كدة مش فاكرة بس فريق انجليزى بتحبيه كدة" .. وازداد هذا الأمر حين ألقيت على دفعتى كلها فى الكلية مقال عن عشقى للكرة والذى سمعت بعده شوية تريقة اللى هم .. وكأننى اعترفت بأننى باشرب زيت خروع كل يوم ثلاث مرات بإرادتى الحرة.. بل وأصبحت مشهورة فى الكلية بعد ذلك بأننى التى تجرأت وأحبت الكورة ..!!! وعلى فكرة .. حب الكرة ليس تفاهة.. فأنا لدى معلومات جغرافية لا يعلمها الكثيرون.. والفضل يرجع للكرة التى حفظتنى عواصم الدول بل والمدن الداخلية فيها دون أدنى مجهود.. بل وأعلم كل شئ عن إصابات الملاعب.. وأعتبر الكرة ملح وفلفل لحياتى .. وسأكف عن الغيظ والغل الذى أكتب به الآن لو كف الناس عن اعتبار الكورة حكراً على الرجال مثلها مثل المعسل والشعر القصير.. وسأسعد أكثر لو أحبت احدى صديقاتى الكورة وشاركتنى المشاهدة مع شقيقاتى البنات.. بشرط أن تشجع ما أشجعه بكل ديكتاتورية منى طبعاً.. مش ناقصة خناق أنا خالص.. وأنا اصلا فرحانة جدا دلوقتى عشان اسبانيا خدت كأس العالم ولم يغمض لى جفن وأنا أتابع احتفالاتهم فى الشوارع ولن يمنعنى رأى احد من الاستمتاع بحبيبتى الساحرة المستديرة..

صفحات

يستفزنى جداً أحياناً أن أتذكر نفسى فى وقت ما.. وقت كتبت قصيدة صفحات.. صفحات أخرى يا عمرى .. أراك أمامى تطويها.. ودموع عينى تعزيها.. كانت تلك كلماتى التى وزعتها على 51 من زملائى فى كلية الألسن فى آخر يوم لى كطالبة فيها.. كان يوم إختبار اللغة الثانية ويوم عيد ميلاد سالى وآخر يوم فى سنة رابعة.. وكانت تلك خواطر شعرية تعبر عن حالتى فى تلك المرحلة.. كنت أشعر بالحزن والجزع.. فقد مر الزمن سريعاً ووجدت نفسى قد انتهيت من الجامعة خلاص.. واعتقدت أننى سأبدأ حياتى العملية .. وكان علىَ تقبل الأمر وإلا أخبط راسى فى الحيط.. علىَ أن أتقبل أن يطردوننى من هذا الصرح الذى اعتبرته ملك خاص لى من أملاك عائلة ساندى المالكة .. والذى احتوى على ذكرياتى بإفراط .. فصار جزءاً من ذاتى.. يتواجد باستمرار فى أحلامى.. أتخيله دوماً .. كيف يطردوننى منه بتلك البساطة؟؟.. كيف أذهب إلى هناك بعد عدة أشهر للبدء فى الدراسات العليا فأجد وجوهاً جديدة؟؟.. وأجدنى وجهاً غريباً.. والمجتمع لا يعرفنى.. شعرت ساعتها بشعور الملك فاروق وهو خارج من مصر .. أين مجموعات الأصدقاء التى كنت أتنقل بينهم مع سالى وضحى طوال الوقت..أين سها ودعاء ورحاب الذين كنا نمر عليهم نضحك معهم ونتركهم لنذهب لداليا وسمية وشاهندة ومى ومروة وسارة علي وسارة أحمد لنجلس معهم نولول على مشروع التخرج اللى مش عايز يخلص.. بلاش دول طيب أين ريهام ونورا رابعة ايطالى الذين ما أن نجتمع بهم حتى لا تنتهى الحكايات ونوادر البنات والولاد فى الجامعة ونجيب سيرة كل اللى ربنا خلقهم واستغفر الله العظيم..وكنا نصبح أربعة حين نجلس مع نادية صديقة الطفولة أو نسرين أو سالى يوسف برسوم .. وشلة شيماء وريهام ورندة وشريهان وسالى سليم ودينا والكثير الكثير من الأسماء الذين لو ذكرتهم سأحتاج لكشكول كامل.. أين هم الآن.. طيب أين المجموعات التى كنا نطلق عليهم الأسماء.. لا أتذكر أننا كنا نسمى احد باسمه أبدا .. أين الأخوة الأعداء وأين ليلى علوى وأين اليسا وفين احكيلى وفضفضيلى وفين تيمون وبومبة و لماذا لم أجد ولا حتى مبروك ولا شكمان احمد شكمان ولا سيفن آب ولا لوسى ولا اديداس ولا Schone Augen ولا حتىSchone Mund !! أمن العدل ألا أجد من يعرفى وكأننى فى كلية إعلام مثلاً؟؟.. أمن الانصاف أن ينظر لى طلبة الفرقة الأولى ككائن عجيب كبير فى العمر يستطيعون أن يتأملوه بإعجاب كأنه من الكائنات الأسطورية المنقرضة؟؟.. كانت صدمة.. ولم أكمل دراساتى العليا.. وكنت أقابل سالى وضحى فى الكلية فى محاولة يائسة للتشبث بالزمن وكأن شيئاً لم يكن.. كان كل ما نفعله فى تلك الأيام هو تذكر الأحداث التى عايشناها هنا.. وشيئاً فشيئاً لم نعد نقدر.. مر الزمن كما يمر دائماً دون أن يهتم بتلك المشاعر الطفولية.. تركنا نصطدم بجهات العمل ونحن نبحث عن فرصة للوجود.. ونفشل.. ونعود للبحث.. ونسقط أرضاً.. فنقوم واقفين.. ونيأس.. فنبكى.. وننسى.. ونذكر بعض أحلامنا.. فنسب الكلية التى لم تؤهلنا.. والأساتذة الذين خدعونا.. ونكره أنفسنا لأننا لم نستثمر أوقاتنا فى أيام التلمذة.. وبأننا لم نتدرب على الحديث بالألمانية على الملأ.. فنكره دنيانا.. وتسود الخلفية بالتشاؤم والإحباط.. وبينما تنسحب الأحلام تدريجياً.. نكف عن الحديث عن الجامعة وكأنها شيئاً لم يكن.. لا أصدق من الأساس أننى كنت أخاف من الامتحانات.. وأيام النتيجة.. ما الذى كان يخيفنى إلى هذا الحد؟؟ الرسوب؟؟ إعادة العام؟؟ وماذا فى ذلك يعنى.. أكان هذا هو الفشل...؟.. إذن اسمه ايه بقى اللى حصلى بعد ما اخدت الشهادة من شهور فراغ وغباء..!!.. ما اسم تلك المرحلة؟.. نجاح.. أبداً .. قمة الفشل.. كأننى لا ذاكرت ولا تعبت.. وأختى تندم دوماً على تضييعها لوقتها فى سنوات الدراسة.. وما تقصده بتضييع الوقت هو تلك الأيام من المذاكرة المتواصلة وسهر الليالى.. والوقوف فى المعامل فى كلية الصيدلة.. فهى ترى الآن كل هذا هراء.. والثانوية العامة تلك.. كمية تعذيب غير عادية .. وفى النهاية دخلنا كليات القمة أخيراً.. وما الفائدة.. درست الألمانية والانجليزية وعشت أربع سنوات سعيدة فى الجامعة.. وبعدها صفر على الشمال خالص ويمكن بره الصفحة أصلا.. وبنيت قصور الرمال.. وأصبح تحديد الهدف أصعب الأهداف.. كنت فى الماضى أعرف جيداً ماذا أريد ومن أنا.. أنا كاتبة لا أكثر ولا أقل.. وأريد أن أظل كذلك.. كان ذلك هو حلمى الذى وهبنى معنى للحياة طوال عمرى.. والذى راودنى كلما رأيت قصة نجاح فى أى مجال حتى لو كان فى المطبخ.. فساعتها أتذكر حلمى.. أتخيل طريق أسير فيه لتحقيقه.. فهل فشلت؟.. لا أدرى.. ومن يدرى.. كل ما أعلمه هو أننى تحولت مع الوقت إلى دب كسلان العام كله عنده بيات شتوى.. ربما لم أفشل بعد.. ولكن تأخرت كثيراً.. أصبحت ضعيفة هشة وعبيطة احب الماضى لأننى لا أملك ما أحبه فى الحاضر.. والسؤال الآن.. متى.. متى أنجح؟.. أم متى أيأس كلياً واستسلم؟..أيهما أقرب؟.. لا أشعر سوى بشوية يأس عجيب بيجيلى على نوبات ولا أعلم إن كان سيغلبنى أم سأغلبه.. سنرى.. سنرى.. مين راح ينهار.. سنرى .. سنرى.. نهار بعد نهار .. أغنية لمطربة الطرب الأصيل من الزمن الجميل هيفاء وهبى هانم.. تعبر عنى للأسف..

كنت ولم أعد

يستفزنى جداً أن هناك أشياء كثيرة كنت أظنها واقعاً لا يقبل الجدال واكتشفت أنها لا واقع ولا خيال ولا حاجة أصلاً .. أول شئ كنت أعتقد فيه بغباء هو أننى لم ولن أتغير .. إن ساندى بتاعت ثانية إعدادى ستظل كما هى حتى الشيخوخة.. طبعاً هراء.. أنا أتغير كل ساعة.. أتعلم.. أندم.. أضحك على نفسى كم كنت بلهاء.. ثم أعود للبلاهة مرة أخرى .. كأن شيئاً لم يكن.. كنت فاكرة إنى هطول شوية.. وكنت حين أتخيل نفسى فى المستقبل أرى ساندى طويلة أنيقة.. والآن ما وجدته أمامى كمستقبل هو أن نفسى تغيرت ومازلت قصيرة زى ما أنا.. فلم أعد أتخيلنى طويلة خلاص.. فات المعاد فات .. لأ ومن هبلى كنت فاكرة إنى لما أكبر هبطل ألبس نظارة.. وأننى سأهتم بمظهرى على حساب راحتى.. أكيد يعنى الكعب العالى مش هيفضل يكومنى يومين فى السرير بعد كل فرح .. ويا ترى بعد ما قربت على ال23 سنة لسة فى أمل إن السبيل الوحيد الذى يجعلنى أكثر طولاً يكون مريح شوية؟.. مستحيل خلاص.. كنت أعتقد أن البنات الحلوين والستات الرايقيين مش تعبانيين فى إنهم يكونوا على سنجة عشرة.. إنى ببساطة لما أكبر هكون زيهم بالظبط منغير أى مجهود.. ولم أعد أعتقد ذلك أبداً.. إنم يتعبون ولكن يتحملون سعداء فى سبيل الجمال والشياكة فلا يتضررون ولا يشتكون طالما أنهم سيحصلون على مظهر فاتن ويا عينى عليا ياللى مش نافع معايا عدسات..أعمل ايه عندى حساسية.. والماسكرا بتحرق عينايا ومش عارفة استحملها عشان العيون الكحيلة والرموش الطويلة اللى أصلاً مش باينا من ورا النظارة.. وما كنت أعتقده أيضاً هو أن الناس حين يكبرون يكفون عن التفاهات.. يعنى هناك ما يسمى الحكمة.. الخبرة.. وحين اصطدمت بمجتمع الكبار( الكبار فى السن اللى مش أطفال يعنى) وجدتهم أتفه من التفاهة.. يتشاجرون على كلمة.. يتنافسون على كل صغير.. لأ وبيحقدوا على بعض شوية حقد .. والجميع يخاف من الفئران والأبراص والصراصير عادى جداً.. ويتفاخرون بأنفسهم على الفاضى وعلى المليان .. أه على فكرة أنا غالباً زيهم برضه.. كنت أعتقد أننى سأكف عن حب الشيكولاتة والآيس كريم بالفراولة وطوفى البرتقال.. ولم أعد أعتقد ذلك.. أعتقد ذلك ازاى يعنى وأنا آكلهم طوال الوقت وكأننى لسة فى الحضانة.. من قال أصلا أن الحلوى للأطفال؟.. علشان هم بينطوا ويفرحوا بيها يعنى؟.. ونحن نأكل ونستمتع فى صمت.. بل وكنت أعتقد أننى سأكف عن الجرى وطلوع السلم بطريقتى اللى هى كل خطوة بسلمتين وسأكف عن الصراخ فى دريم بارك .. فبالتأكيد سأكبر يوماً ما يعنى.. ألن أصير رزينة أبداً؟.. لا لن أصير.. ولماذا أصير أصلاً.. طالما ما كان يسعدنى فى طفولتى لم يتغير فلماذا أتغير أنا؟.. لكن الغريب هو ما كان يخيفنى.. فقد كنت أعتقد أننى شجاعة ولا أخاف أبداً.. فحقاً لم أكن أخشى الظلام ولا الوحدة ولا قصص الرعب.. كنت أسخر من مخاوف الآخرين.. ولم أعد.. فيبدو أن كل ما كان لا يخيفنى فى طفولتى الشجاعة تلك إجتمع وإتحد وصنع لى مخاوف عجيبة وأنا كبيرة وشحطة كدة.. فقد أصبحت فجأة أتخيل لصاً يقتحم البيت الكبير الجديد.. فمنذ انتقلنا إليه وأنا أتلفت حولى دوماً.. أبحث فى الحديقة عن خيال للص المزعزم.. أوقظ أمى وأقول لها فى حرامى فى الرووف.. وأرتجف وأنا أقول أننى متأكدة.. وتبحث معى ولا نجد سوانا.. واليوم التالى نفس الوضع.. كنت أعتقد أننى قوية متماسكة.. وكنت أعتقد أن الخوف شئ طفولى وطلع الكبار بيخافوا اكثر بكتير.. ولم أعد.. أعنى أنك لو أخبرت طفلاً أن والده عنده المرض الوحش هيخاف شوية وينام.. لو أخبرت واحد كبير سيخاف ولن ينام.. كنت أعتقد أن هناك أناس طيبين .. أى أنه فى كل شخص بذرة طيبة لو اكتشفتها ستحبه.. ولم أعد.. نعم هناك خليطاً فى كل واحد.. والخير والشر موجودين بدرجات فينا كلنا.. ولكن ليس هناك نفس ولا خلق ندور على بذرة الخير دى المدفونة منذ الأزل.. فى كره فى العالم وعادى جدا ً إن أكره وش حد ومبقاش عايزة أشوفه خالص.. كنت أعتقد أن هناك فعلاً من يهتم بالآخرين .. وأن هناك من ليس أنانى إطلاقاً.. ولم أعد بعدما رأيت حب الذات المفرط العجيب الغريب المريب.. هل قلت من شوية أننى كنت أعتقد بأننى لن أتغير ؟؟ قلت ؟؟ أه حسناً أنا تغيرت.. فربما كنت أعتقد أن الناس ستظل تعاملنى كما أنا.. وأنهم يفهموننى.. ولكن عندما علمت أن أصدقاء المدرسة أقرب من رفقاء الجامعة وأن رفقاء الجامعة أفرب من زملاء العمل فهمت أننا كلما كبرنا أصبح دمنا ثقيل وتفاهتنا غير محتملة.. فقد كنت أعتقد أننى سأظل صغيرة شوية كمان.. ولم أعد.. فقد كبرت..